المرصد الاقتصادي : تضخم متسارع واستجابات باهتة: الاقتصاد المحلي في مرمى التقلبات العالمية .

الاقتصاد الفلسطيني – ارتفاع تدريجي في أسعار الخدمات الحيوية

سجلت الأراضي الفلسطينية خلال اليومين الماضيين ارتفاعات جديدة في تكاليف بعض الخدمات الأساسية، على رأسها خدمات الإنترنت التي زادت بنسبة 12% منذ بداية يونيو، وفق بيانات الجهاز المركزي للإحصاء. كما لوحظت زيادات متفاوتة في أسعار أدوية الأمراض المزمنة، وسط غياب تدخل حكومي فعّال أو توضيحات رسمية. على صعيد السياسات، ما زالت أزمة تأخر الرواتب تلقي بظلالها على المشهد الاقتصادي، مع استمرار عجز الحكومة عن توفير تمويل منتظم، مما يفاقم الضغوط على الإنفاق الأسري.

الأسواق العالمية – الذهب يتجاوز حاجز الـ2400 دولار

تواصل أسعار الذهب العالمية صعودها لتسجل 2421 دولارًا للأونصة، مدعومة ببيانات أميركية أظهرت تباطؤًا في التضخم، ما دفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة. في المقابل، هبط سعر النفط إلى 81 دولارًا للبرميل، متأثرًا بزيادة كبيرة في المخزون الأميركي، ما خفف من المخاوف الجيوسياسية التي كانت تدفع الأسعار صعودًا في الأسابيع الماضية.

التضخم وأسعار المستهلك – تباطؤ في أميركا ومخاوف غذائية في أوروبا

شهدت الولايات المتحدة تراجعًا محدودًا في مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 0.2%، مما عزز توقعات تثبيت سعر الفائدة في الاجتماع المقبل للفيدرالي الأميركي. بالمقابل، تُظهر الأسواق الأوروبية استمرار الضغط في أسعار المواد الغذائية، ما أجّل أي توجه نحو التيسير النقدي، وترك المستهلك الأوروبي أمام موجة غلاء جديدة دون حلول واضحة في الأفق.

القطاع المصرفي والتمويل – الأردن يطلق تمويلًا مرنًا للرياديين

في محاولة لدعم الابتكار ومواجهة البطالة، أعلن البنك المركزي الأردني عن برنامج تمويلي موجه للشباب الرياديين في قطاعات الزراعة والتكنولوجيا، بالشراكة مع مؤسسات تمويل أصغر. المبادرة تمثل رهانًا على الاقتصاد الإنتاجي المحلي، في وقت يشهد فيه السوق الأردني تباطؤًا في خلق فرص العمل التقليدية.

تأثير القرارات الدولية على المنطقة – دعم خارجي مهدد بالانكماش

كشف تقرير للبنك الدولي عن مخاوف من تراجع مستويات الدعم المالي الدولي للمنطقة، بسبب تغيرات سياسية في أوروبا والولايات المتحدة. هذا الانكماش المحتمل في التمويل قد يؤثر مباشرة على مشاريع حيوية في الضفة الغربية والأردن، خاصة في مجالات البنية التحتية والمساعدات الاجتماعية، ما يُعيد إلى الواجهة الحاجة لإعادة تقييم أولويات التمويل المحلي.

خلاصة وتحليل – اقتصاد مفتوح على الاحتمالات وسط غياب الخطط

تكشف المستجدات الأخيرة عن بيئة اقتصادية إقليمية تتّسم بالغموض، يغيب فيها القرار المحلي الحاسم، وتتقلص فيها هوامش المناورة أمام الحكومات. المواطن، من جهته، يواجه تحديات يومية تتسارع وتيرتها، في ظل غلاء معيشي، وغياب سياسات إنقاذ قصيرة الأمد، ما يجعله أكثر عرضة لارتدادات الأسواق الدولية وتحولات الدعم الخارجي.