تقارير حصرية

تحقيق | غزة: المختبر الميداني لأسلحة الذكاء الاصطناعي في الحروب الحديثة

تحقيق | غزة: المختبر الميداني لأسلحة الذكاء الاصطناعي في الحروب الحديثة

غـ.ـزة ليست ساحة حرب… بل مختبر.
في كل غارة، يتم اختبار نظام ذكي.
في كل تحليق لطائرة دون طيار، تُجمع بيانات لإعادة برمجة الجيل التالي من القتل.

الذكاء الاصطناعي تحوّل إلى قائد غرفة عمليات، يوجّه الضربات، ويحدد الأهداف، ويعيد تصنيف المدنيين كمُشتبَه بهم بناءً على سلوكيات رقمية لا يراها أحد.
في الحرب الأخيرة، استُخدم نظام يُدعى "هَفِن" لتوليد قوائم استهداف أوتوماتيكية، تولّت خوارزمياته فرز الآلاف بناءً على تحليل مكالمات، مواقع إلكترونية، وتحركات ميدانية.
أكثر من 15 ألف هدف وُضعوا في قائمة واحدة خلال أسبوع… دون مراجعة بشرية كافية.

الطائرات المسيّرة لم تعد بحاجة إلى طيّار خلف الشاشة.
أنظمة جديدة طُوّرت بالتعاون مع شركات مثل "رفائيل" و"إلبِت سيستمز" باتت قادرة على اتخاذ قرار القتل لحظة الرصد، بناءً على نمط حركة، أو بصمة وجه.

الذكاء الاصطناعي لم يُستخدم فقط في القتل… بل في السيطرة النفسية.
خلال العدوان، تم إطلاق آلاف الحسابات الآلية (Bots) لبث الشائعات، والتشويش على الوعي، واختراق التطبيقات المحلية.
في أسبوع واحد، تم رصد أكثر من 4,000 محتوى مُضلل موجّه لسكان القطاع، ضمن حملة تهدف لكسر الروح الجماعية، ونقل الذعر من الجو إلى الأجهزة.

الأنظمة الخوارزمية لم تكن للمراقبة فقط، بل للتصنيف.
تُستخدم برامج تتبع أنماط الحركة، وبصمات الأجهزة، لتصنيف السكان بحسب درجة "الخطورة الرقمية"، وهي خوارزميات تُمكّن الاحتلال من تنفيذ هجمات استباقية، أو محاصرة جماعية رقمية، دون تحرّك ميداني.

كل هذه الأدوات تُجرّب في مكان واحد فقط: غـ.ـزة.
النتائج تُعرض لاحقًا في معارض السلاح، وتُباع لأنظمة وجيوش حول العالم، بوصفها "مجرّبة ميدانيًا".
حقل تجارب مفتوح، يعيش فيه السكّان بين تجريب سلاح، وتجريب خوارزمية.

الحرب في غـ.ـزة لا تُشنّ فقط بالصواريخ… بل بالبرمجة.
والخطر لا يكمن في الذكاء الاصطناعي… بل في مَن يختار كيف ومتى يُطلقه.