آخر الأخبار

بوتين يعلن هدنة قصيرة والكرملين يسعى لإقناع ترمب بمسؤولية أوكرانيا عن فشل مسار السلام المقترح أميركياً.للمزيد..

بوتين يعلن هدنة قصيرة والكرملين يسعى لإقناع ترمب بمسؤولية أوكرانيا عن فشل مسار السلام المقترح أميركياً.للمزيد..

 

حين أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 30 ساعة خلال عطلة عيد الفصح، اعتبر كثيرون الخطوة محاولة دعائية لتخفيف الضغط الدولي عن موسكو. الهدنة، رغم قصر مدتها، أبرزت قدرة الكرملين على تجميد العمليات القتالية متى شاء، ما أعطى انطباعًا أوليًا بأنها قد تمثل تمهيدًا لمسار تفاوضي. لكن هذه التهدئة، التي انتهت كما أعلنت موسكو مسبقًا، لم تشهد أي جهد روسي للتمديد، مما أوحى بأنها لم تكن سوى خطوة تكتيكية بحتة وليست تحولًا استراتيجيًا في الموقف الروسي.

في الميدان، تباينت الروايات حول مدى الالتزام بالهدنة، إذ اتهمت أوكرانيا روسيا بشن آلاف الهجمات البرية والجوية خلال تلك الساعات، فيما ردت موسكو باتهامات مضادة زعمت خلالها تسجيل أكثر من خمسة آلاف خرق من الجانب الأوكراني. ووسط هذا السجال، بدا أن الهدف الحقيقي للكرملين كان إرسال رسالة إلى إدارة ترمب مفادها أن أوكرانيا غير مستعدة أو غير قادرة على الالتزام بأي وقف لإطلاق النار، حتى وإن كان قصيرًا. هذا التصور يُستخدم الآن كأداة ضغط روسية لتوجيه أصابع الاتهام إلى كييف بوصفها الطرف المعطل لأي جهود سلام.

الدبلوماسية الروسية ركزت على تسويق الهدنة كبادرة حسن نية أحادية، في محاولة لتحميل كييف، ومعها العواصم الأوروبية، مسؤولية نسف أي فرصة لحل تفاوضي. ويأمل الكرملين أن يواصل ترمب، الذي أبدى سابقًا استعدادًا لتبني بعض سرديات موسكو، تقبّل هذا الطرح. لكن داخل موسكو أيضًا، هناك قلق من تقلبات موقف ترمب واحتمال تحوله لاحقًا إلى تحميل روسيا المسؤولية، خاصة إذا فشلت الجهود السياسية في تحقيق نتائج سريعة. أي انعطافة في موقف واشنطن قد تعني عودة العقوبات وتضاؤل فرص إعادة تطبيع العلاقات.

وفي الوقت الذي أشار فيه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى احتمال انسحاب واشنطن من مسار الوساطة في حال لم يُسجل أي تقدم، أظهر ترمب مؤخرًا إشارات على بقاء اهتمامه بالتوصل لاتفاق. منشوره المتفائل على منصة "تروث سوشيال" يعكس رغبته في نجاح مبادرته، على الأقل سياسيًا، ما يعطي الكرملين وقتًا إضافيًا لتعزيز سرديته. لكن استمرار التصعيد الميداني دون تهدئة حقيقية سيزيد من صعوبة إقناع البيت الأبيض الحالي بأن موسكو شريك موثوق في طريق السلام.