في تصعيد لافت، أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيون) تنفيذ سلسلة هجمات جوية وصاروخية استهدفت مواقع إسرائيلية وأميركية، في خطوة تندرج ضمن ما وصفوه بنصرة الشعب الفلسطيني ورفض الدعم الأميركي لما يعتبرونه جرائم إبادة في غزة. المتحدث العسكري للجماعة، يحيى سريع، أعلن عبر بيان متلفز أن العمليات شملت ثماني طائرات مسيّرة وخمسة صواريخ استهدفت منطقتي عسقلان وأم الرشراش المحتلتين، إضافة إلى حاملتي طائرات أميركيتين في شمال البحر الأحمر، بما يشير إلى تنسيق نوعي وتصعيد غير مسبوق من حيث الأهداف والنطاق الجغرافي.
البيان أوضح أن طائرة "يافا" المسيّرة استُخدمت في قصف هدف حيوي داخل عسقلان، في حين نُفذت ضربة أخرى على منطقة إيلات بطائرة من نوع "صماد1"، مستهدفة هدفاً عسكرياً إسرائيلياً. ورغم أن التفاصيل الميدانية بقيت غامضة في ما يتعلق بنتائج الضربات، فإن الرسالة السياسية كانت واضحة: الجماعة تسعى لإبراز موقعها كلاعب إقليمي فاعل في الصراع، ومصدر ضغط مباشر على تل أبيب وواشنطن، خاصة في ظل تصاعد الغضب العربي من استمرار الحرب في قطاع غزة.
الهجمات على حاملة الطائرات الأميركية "ترومان" وقطعها المرافقة، وفقاً للمتحدث باسم الحوثيين، نُفذت بواسطة صاروخين مجنحين وطائرتين مسيّرتين، مما يُظهر تحوّلًا نوعيًا في تكتيكات الجماعة، واستعدادها لاستهداف مصالح أميركية مباشرة. وهذا التحوّل يتقاطع مع تهديدات سابقة أطلقتها الجماعة ضمن ما تسميه "معادلة الردع البحرية"، ويؤشر إلى نية الحوثيين توسيع نطاق الصراع في المنطقة بما يتجاوز الميدان اليمني، على وقع تصاعد الدعم الغربي لإسرائيل.