في ظل مرور خمسين يومًا على اشتداد الحصار على قطاع غزة، حذر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك من أن الوضع الإنساني بلغ مستويات كارثية غير مسبوقة، حيث انخفضت مخزونات الغذاء بشكل خطير، وتناقصت الأدوية والإمدادات الطبية الأساسية. ولفت إلى أن مستشفيات القطاع بدأت تفقد قدرتها على التعامل مع الحالات الطارئة، في ظل استنزاف مواردها وتراجع قدرة سيارات الإسعاف على الحركة بسبب نفاد الوقود.
الأوضاع لا تقتصر على المرافق الصحية فقط، بل تشمل قطاعات حيوية أخرى، حيث توقفت المخابز عن العمل بالكامل، وأصبحت الخيام اللازمة لإيواء النازحين شبه معدومة سواء لدى الأمم المتحدة أو شركائها الإنسانيين. ومع صدور أوامر التهجير القسري، أصبحت بعض المستودعات التي تحتوي على مساعدات حيوية خارج نطاق الوصول، ما يعمّق الأزمة القائمة ويزيد من عزلة الفئات الأشد تضررًا.
المشهد العام في غزة يعكس انهيارًا منهجيًا للمنظومة الإنسانية، وسط استمرار القيود المفروضة على المساعدات ومنع وصولها إلى مستحقيها. يحذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية من أن استمرار هذه السياسة سيؤدي إلى نتائج مدمرة تطال السكان كافة، خصوصًا الأطفال وكبار السن، الذين يواجهون الجوع والعجز عن تلقي أي نوع من الرعاية الصحية الأساسية.
يتزامن هذا التدهور مع تصاعد الهجمات التي تستهدف المدنيين، وفرق الطوارئ، وعمال الإغاثة، ما يجعل من أي استجابة إنسانية شبه مستحيلة. وفي ظل غياب تدخل دولي فاعل، تبدو غزة على شفا كارثة شاملة، يتكامل فيها القتل بالقصف مع الموت البطيء نتيجة الجوع والمرض.