في واقعة فجرت جدلاً واسعاً داخل أروقة وزارة الدفاع الأمريكية، كشفت مصادر إعلامية عن قيام وزير الدفاع بإرسال معلومات وصفت بالحساسة عبر تطبيق "سيغنال" مستخدماً هاتفه الشخصي، وذلك إلى مجموعتي محادثة مختلفتين. ما أثار الريبة في هذه الخطوة هو لجوء الوزير إلى وسيلة غير خاضعة لإجراءات الحماية الرسمية، مما دفع العديد من المسؤولين للتعبير عن قلقهم من خطورة ما حصل.
الواقعة لم تكن مفاجئة لبعض الدوائر المقربة من الوزير، إذ نقلت شبكة "إن بي سي" عن مصدرين مطلعين أن أحد مساعدي الوزير، هيغسيث، كان قد حذره صراحة من استخدام تطبيقات تفتقر إلى تأمين المعلومات، وذلك قبل أيام فقط من الواقعة. هذا التحذير لم يلقَ على ما يبدو اهتماماً كافياً، وهو ما فتح الباب أمام جدل داخلي حول الالتزام بالبروتوكولات الأمنية داخل البنتاغون.
أوساط في وزارة الدفاع عبّرت عن استغرابها من تجاهل التعليمات الواضحة التي تحظر استخدام القنوات غير المؤمنة في تبادل المعلومات الحساسة، خاصة أن الوزير نفسه كان من أبرز المدافعين عن تشديد إجراءات الحماية في الوزارة. وما زاد من تعقيد المشهد هو تكرار إرسال نفس المعلومات إلى أكثر من مجموعة، مما يضاعف حجم المخاطرة المحتملة في حال تم اختراق أي منها.
أزمة وزير الدفاع فتحت الباب على مصراعيه أمام تساؤلات حول مدى التزام المسؤولين العسكريين بالتعليمات التقنية وأمن المعلومات، خاصة في زمن تتعاظم فيه الهجمات السيبرانية وتتحول فيه البيانات إلى سلاح. ويبدو أن تداعيات هذه الحادثة لن تقف عند حدود التحذير الداخلي، بل قد تمتد إلى مساءلة رسمية تعيد النقاش حول ضعف الرقابة على الاتصالات الرقمية في المؤسسات السيادية الأمريكية.