آخر الأخبار

مقتل مصورة فلسطينية قُبيل عرض فيلمها في مهرجان "كان" يعكس مأساة الصحفيين تحت نيران الحرب الإسرائيلية.للمزيد..

مقتل مصورة فلسطينية قُبيل عرض فيلمها في مهرجان "كان" يعكس مأساة الصحفيين تحت نيران الحرب الإسرائيلية.للمزيد..

 

في لحظة كانت من المفترض أن تمثل تتويجًا لأحلامها، قُتلت المصورة الفلسطينية فاطمة حسونة (25 عامًا) في غارة إسرائيلية استهدفت منزلها في مدينة غزة، وذلك بعد يوم واحد فقط من تلقيها خبر قبول فيلم وثائقي عن تجربتها في الحرب للمشاركة في برنامج "أسيد كان" الموازي لمهرجان كان السينمائي الدولي. كانت حسونة تستعد للزواج في الصيف القادم، لكن مسار حياتها تغير بشكل مأساوي ضمن سلسلة طويلة من استهداف الصحفيين الفلسطينيين.

فاطمة لم تكن توثق فقط لحظات الحرب، بل كانت تؤرخ للإنسانية تحت الركام، ملتقطة تفاصيل الحياة اليومية في ظروف استثنائية تعصف بالمدنيين. ما ميّزها لم يكن فقط شجاعتها، بل نظرتها الفنية العميقة التي جذبت انتباه دوائر سينمائية عالمية، قبل أن تُغتال أحلامها مع عائلتها في قصف لا يفرّق بين مدني ومقاتل. مأساتها ليست استثناءً بل تجسيد لمعاناة إعلاميين دفعوا حياتهم ثمناً للحقيقة.

تُظهر تقارير من لجنة حماية الصحفيين أن حسونة واحدة من عشرات الصحفيين الفلسطينيين الذين قُتلوا خلال 18 شهراً من الحرب، ما يعكس اتساع الاستهداف الإعلامي في القطاع. الحرب في غزة لم تسلب فقط الأرواح، بل أطفأت أيضًا أصواتاً كانت تحاول إيصال صورة المعاناة إلى العالم، حيث يتحول حامل الكاميرا إلى هدف مثلما هو حامل السلاح.

غياب حسونة، وهي في أوج طموحها المهني، يكشف هشاشة الحماية الدولية للعاملين في الإعلام بمناطق النزاع، ويطرح تساؤلات أخلاقية حول الصمت العالمي إزاء تصفية روايات محلية بأدوات الحرب. وبينما سيُعرض فيلمها في "كان" من دونها، فإن صورتها ستظل شاهدة على رواية لم تكتمل، لكنها خُلّدت بعد أن سُكت صوتها.