آخر الأخبار

استشهاد 39 فلسطينياً بغارات إسرائيلية وسوء التغذية يصل مرحلته الخامسة في كارثة إنسانية تهدد أطفال غزة.للمزيد..

استشهاد 39 فلسطينياً بغارات إسرائيلية وسوء التغذية يصل مرحلته الخامسة في كارثة إنسانية تهدد أطفال غزة.للمزيد..

 

استفاق قطاع غزة، اليوم الأربعاء، على مجزرة جديدة أسفرت عن استشهاد 39 فلسطينياً في غارات إسرائيلية متواصلة استهدفت مناطق متفرقة من القطاع، في تصعيد عسكري يفاقم الأوضاع الميدانية والإنسانية على نحو غير مسبوق. الغارة الأشد وقعت في حي الشجاعية شرقي غزة، حيث استُهدف منزل عائلة جرادة، ما أدى إلى استشهاد تسعة أفراد وإصابة آخرين، بعضهم في حالة حرجة، كما تسببت الغارة في تدمير المنازل المجاورة.

الهجمات الإسرائيلية طالت مناطق عدة شمالاً وجنوباً، من بيت لاهيا إلى خان يونس، حيث تواصل الطائرات المسيّرة والمدفعية قصفها على منازل المدنيين، ما يضاعف أعداد الشهداء والجرحى، ويزيد من حجم الدمار الذي طال البنية التحتية والمساكن. القصف لم يترك فسحة للهدنة أو المجال الإنساني، حيث جثث الشهداء تُنتشل من تحت الأنقاض والمستشفيات بالكاد تستوعب تدفق الضحايا.

وفي موازاة المجازر الميدانية، تتكشف كارثة إنسانية صامتة في أروقة المستشفيات، إذ أعلن مدير مستشفى التحرير أن أطفال غزة يعيشون المرحلة الخامسة من سوء التغذية، وهي الأشد وفق تصنيف منظمة الصحة العالمية. تدهور الأوضاع الصحية، خصوصاً بين الأطفال والمواليد الخدج، بات ينذر بموجة وفيات صامتة، تغيب عنها العدسات ولكن تحضر بألمها في كل سرير طبي يعاني نقص الأدوية والغذاء.

الحرمان من الغذاء والدواء لم يعد مجرد حالة إنسانية طارئة، بل سياسة متعمدة تفاقم الأزمة الصحية في القطاع المحاصر. مع تصاعد العدوان واستمرار الحصار، يصبح أطفال غزة بين فكي كماشة: القصف الذي يفتك فوق الأرض، والمجاعة التي تفتك بهم تحت السقف. وبين هذا وذاك، يبقى الصمت الدولي متواطئاً، فيما يمضي قطاع غزة نحو كارثة مزدوجة بلا أفق واضح للحل أو التهدئة.