في تصعيد خطير على جبهة الحرب في أوكرانيا، شنت روسيا سلسلة من الهجمات الجوية المميتة على العاصمة كييف فجر الخميس، وجاء ذلك بعد تصريحات مثيرة للجدل من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، اتهم فيها نظيره الأوكراني بإفشال مساعي السلام.
شهدت العاصمة الأوكرانية كييف فجر الخميس واحدة من أعنف الضربات الجوية منذ أشهر، في هجوم يُعتقد أنه يحمل رسائل سياسية وعسكرية في آن واحد. وبحسب السلطات الأوكرانية، استهدفت الصواريخ الروسية عدة مناطق سكنية وبنى تحتية حيوية، مما أسفر عن وقوع ضحايا مدنيين وخسائر مادية جسيمة.
الهجوم جاء بعد ساعات قليلة فقط من تصريحات للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتقويض محادثات السلام، في ما اعتبره مراقبون تصعيدًا كلاميًا خطيرًا قد يؤثر على الدعم الغربي لأوكرانيا.
تصريحات ترامب تأتي ضمن حملته الانتخابية الجديدة، حيث يحاول تقديم نفسه كصانع سلام قادر على إنهاء الحرب "خلال 24 ساعة" كما يزعم، منتقدًا الإدارة الأميركية الحالية على ما يصفه بـ"التصعيد غير الضروري". لكن هذه التصريحات تلقى رفضًا واسعًا في الأوساط الدبلوماسية الغربية، التي ترى في دعم أوكرانيا ضرورة إستراتيجية لمواجهة التمدد الروسي.
من جهة أخرى، تُقرأ الضربات الروسية كرسالة واضحة على استمرار موسكو في تصعيدها العسكري، ورفضها لأي مفاوضات لا تحقق أهدافها المعلنة، وعلى رأسها السيطرة على شرق وجنوب أوكرانيا. تاريخيًا، تُظهر موسكو استعدادًا لاستخدام الضغوط العسكرية بالتزامن مع التوترات السياسية، ما يعكس تكتيكًا معروفًا في سياستها الخارجية.
تداعيات الهجوم قد تكون متعددة: داخليًا، من المتوقع أن تعزز هذه الضربات وحدة الصف الأوكراني وتدفع الغرب لتقديم مزيد من الدعم العسكري. خارجيًا، فإن توقيت الضربات بعد تصريحات ترامب قد يُستخدم في الخطاب الروسي لتصوير الانقسام داخل الغرب، وهو ما قد تستغله موسكو دعائيًا.
يبقى أن مسار الحرب لا يزال مفتوحًا على عدة سيناريوهات، أبرزها احتمال التصعيد الموسمي مع اقتراب الصيف، حيث تسمح الظروف الجوية بشن عمليات برية وجوية أوسع. ومع استمرار تراجع فرص التفاوض، يبدو أن المشهد مرشح لمزيد من التعقيد، ما لم تُحدث التحركات الدبلوماسية القادمة خرقًا حقيقيًا في جدار الأزمة.