في خطاب سياسي وتحريضي جديد، أكد قائد حركة أنصار الله في اليمن، السيد عبد الملك الحوثي، أن "العدو الإسرائيلي" عجز طيلة عام ونصف عن حسم معركته في قطاع غزة، وفشل في تحقيق أهدافه بالسيطرة الكاملة على القطاع رغم حجم الدمار والعدوان المستمر. وجاء حديث الحوثي في ظل تصعيد واضح في نبرة التحدي، وربط مباشر بين المعركة في غزة والدور الذي تلعبه جماعته في ما يصفه بـ"دعم وإسناد محور المقاومة".
الحوثي تساءل باستغراب عن وجود أصوات عربية تنتقد الفلسطينيين ومجاهديهم بسبب ترحيبهم بالموقف اليمني المؤيد، معتبراً أن هذا الرفض يعكس حالة من الانفصام والخذلان في الساحة العربية، وأن البعض يريد من الفلسطينيين "ألا يفرحوا ولا يرتاحوا لأي وقفة صادقة معهم، حتى ولو جاءت من أخ عربي أو مسلم".
وفي استعراض لآخر العمليات العسكرية، أعلن الحوثي أن جماعته نفذت هذا الأسبوع سبع عمليات هجومية باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة استهدفت عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، من بينها عملية وصلت إلى مدينة حيفا، واصفاً إياها بأنها "مفاجئة للأعداء". وأشار إلى أن هذه العمليات تمثل دليلاً ميدانياً على فشل التحالف الأميركي والإسرائيلي في ردع الهجمات أو منع توسع رقعة التهديد الاستراتيجي.
تصريحات الحوثي الأخيرة تمثل استمرارًا في خطاب جماعته التي تربط أزمتها الداخلية بالتحولات الإقليمية، وتُدخل اليمن بشكل مباشر في مسار الصراع مع إسرائيل، وسط انتقادات واسعة من بعض الأطراف اليمنية والعربية التي ترى أن هذه الخطابات تكرّس الانخراط في نزاعات خارجية على حساب معاناة الداخل اليمني، الذي يواجه حصارًا وأزمة إنسانية خانقة منذ سنوات.