رحبت وزارة الخارجية الأردنية بتعيين حسين الشيخ نائبًا لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ونائبًا لرئيس دولة فلسطين، معتبرة الخطوة جزءًا من المسار الإصلاحي الهام الذي تنتهجه القيادة الفلسطينية. وأكدت عمان أن هذه التعيينات تمثل تطورًا إيجابيًا في جهود تحديث مؤسسات الدولة الفلسطينية، بما يسهم في تعزيز حضورها السياسي إقليميًا ودوليًا. وتأتي هذه الخطوة في وقت حساس تشهد فيه القضية الفلسطينية محاولات لإعادة ترتيب البيت الداخلي وسط تحديات إقليمية متصاعدة.
الناطق الرسمي باسم الخارجية الأردنية السفير د. سفيان القضاة، شدد على دعم المملكة الكامل للجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية في سبيل تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني. وأوضح القضاة أن الأردن يرى في هذه الإجراءات التحديثية عنصرًا محوريًا لتعزيز العمل السياسي الفلسطيني بما يضمن استمرارية المطالبة بالحقوق الوطنية المشروعة. كما جدد التأكيد على موقف الأردن الثابت إزاء حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
تأتي هذه التصريحات الأردنية بعد سلسلة من الإشارات الدولية التي أظهرت اهتمامًا متزايدًا بدعم البنية السياسية الفلسطينية، وسط ضغوط متنامية تهدف لإعادة إحياء العملية السياسية المجمدة منذ سنوات. ويتقاطع هذا الموقف الأردني مع المساعي العربية لتعزيز الموقف الفلسطيني داخليًا وخارجيًا، عبر تحصين مؤسسات السلطة الوطنية ومنظمة التحرير لضمان تمثيل موحد وقوي أمام المجتمع الدولي. ويبدو أن المرحلة الحالية تفرض على الفلسطينيين السير بخطى مدروسة نحو إصلاحات داخلية شاملة مدعومة عربيًا.
في هذا السياق، جاءت تمنيات الأردن بالنجاح لحسين الشيخ في مهامه الجديدة إشارة إلى دعم سياسي واضح للقيادة الجديدة في منظمة التحرير. كما تعكس هذه الخطوة التزام عمان بدورها التاريخي في دعم القضية الفلسطينية، سواء عبر التنسيق السياسي أو التحرك الدبلوماسي الدولي. وتعزز هذه التطورات الإقليمية أهمية استكمال مسار الإصلاحات الفلسطينية لضمان مواجهة التحديات المقبلة بثقة وقوة سياسية متماسكة.