في موقف لافت يعكس قلقًا إقليميًا من تصاعد التوترات الداخلية في سوريا، حذر الزعيم اللبناني وليد جنبلاط من مساعي إسرائيل لاستغلال الطائفة الدرزية في سوريا لإشعال فتنة طائفية تهدد استقرار البلاد ووحدتها. جنبلاط، المعروف بمواقفه الوسطية، أدان أي إساءة للنبي الكريم ودعا إلى التهدئة والحوار بدل التصعيد، في ضوء أحداث جرمانا التي كشفت عن هشاشة الوضع الأمني والاجتماعي في محيط العاصمة السورية.
وقد شدد جنبلاط على ضرورة إجراء تحقيق شفاف في أحداث جرمانا، محملًا السلطة السورية مسؤولية تهدئة الغضب الشعبي بمصارحة علنية ومحاسبة المسؤولين عن ما جرى. في ذات الوقت، عبّر عن استعداده للذهاب شخصيًا إلى سوريا، داعيًا إلى تشكيل لجنة اتصال تضم كل الأطراف السورية كخطوة عاجلة نحو احتواء الأزمة وضمان حقوق كافة المكونات.
جنبلاط لم يخفِ اتهاماته لإسرائيل، معتبرًا أن تدخلها في الشأن السوري يهدف إلى تهجير أبناء الطائفة الدرزية وإدخال البلاد في صراعات داخلية تخدم أهدافًا توسعية. وأوضح أن تل أبيب تستخدم أدوات غير مباشرة في محاولة لتقسيم المجتمع السوري، مستغلة ضعف المؤسسات وتفاقم الانقسامات الأهلية، في وقت تحتاج فيه سوريا أكثر من أي وقت مضى إلى لُحمة وطنية تحصّنها من الانهيار.
تأتي تصريحات جنبلاط في لحظة سياسية حرجة، حيث تتكثف الدعوات إلى وقف التدخلات الخارجية في الشأن السوري، وإطلاق عملية حوار داخلي شامل يعيد الاعتبار للدولة ويمنع الانزلاق نحو فوضى قد تكون مدمرة للجميع. ويؤكد جنبلاط أن سوريا الموحدة هي الخيار الوحيد القادر على التصدي لأي مشروع خارجي يسعى إلى تقسيمها من الداخل.