في مشهد إنساني مفجع يعكس فداحة الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من 60 يوماً، يكشف تقرير عرضته قناة الجزيرة عن أرقام صادمة توثق حجم الكارثة التي تعيشها غزة. ما يزيد عن مليونين وأربعمئة ألف إنسان، بينهم أكثر من مليون طفل، يواجهون الجوع القاتل يومياً في ظل دمار شامل للبنية التحتية الطبية، ونقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب، ما يضع القطاع تحت خطر المجاعة الجماعية.
تشير المعطيات الميدانية إلى إصابة نحو 65 ألف شخص بسوء تغذية حاد، غالبيتهم أطفال، وقد تم نقلهم إلى مستشفيات ومراكز طبية بالكاد ما زالت تعمل وسط الأنقاض. ومنذ بداية الحصار، سجلت وفيات جوع مأساوية، كان آخرها وفاة الطفل "عدي فادي أحمد" في مستشفى الأقصى بدير البلح، ليصل عدد الأطفال الذين ماتوا جوعًا إلى 50، وفق التقرير ذاته، وسط صمت دولي لا يزال يخيم على المشهد.
تحذيرات المنظمات الأممية تتصاعد بشكل متسارع، حيث أعلنت اليونيسف أن 335 ألف طفل دون سن الخامسة باتوا فعليًا على حافة الموت نتيجة سوء التغذية الحاد، وهو رقم يعادل تقريبًا إجمالي الأطفال في هذه الفئة العمرية داخل القطاع. أما مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فقد وثّق زيادة بنسبة 80% في عدد الأطفال الذين يتلقون علاجًا من سوء التغذية مقارنة بشهر مارس الماضي، ما يعكس الانهيار المتسارع في المؤشرات الصحية.
المأساة لا تقتصر على الغذاء وحده، بل تمتد إلى أزمة المياه، حيث لم يعد بإمكان 65% من سكان القطاع الحصول على مياه نظيفة، في وقت تؤكد فيه تقارير المنظمات الإنسانية أن 92% من الرضع الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وسنتين لا يحصلون على الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية الأساسية، الأمر الذي ينذر بمضاعفات صحية طويلة الأمد قد تهدد مستقبل أجيال بكاملها.