آخر الأخبار

تصريحات وزير الخارجية السوري بشأن إسرائيل تثير جدلاً واسعاً بين واقعية سياسية واتهامات بالانبطاح.للمزيد..

تصريحات وزير الخارجية السوري بشأن إسرائيل تثير جدلاً واسعاً بين واقعية سياسية واتهامات بالانبطاح.للمزيد..

 

أثارت كلمة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أمام مجلس الأمن الدولي، التي تناول فيها الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، موجة واسعة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، ما بين انتقادات لخطابه بوصفه تلميحاً للتطبيع، وبين دفاعات اعتبرته خطاباً عقلانياً يتماشى مع الواقع السوري الراهن. وقد شدد الشيباني خلال كلمته من نيويورك على أن استمرار العدوان الإسرائيلي يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي، مع تأكيده على أن "سوريا الجديدة لن تكون مصدراً لعدم الاستقرار لأي طرف، بما في ذلك إسرائيل".

تصريحات الشيباني قُوبلت بقراءات متباينة تعكس التوتر المزمن في علاقة الجمهور السوري بإسرائيل، وبالإرث السياسي لنظام دمشق. فقد اعتبر بعض المغردين كلماته تراجعاً سياسياً عن الموقف التقليدي لسوريا المقاوم، خاصة في إشارته إلى ضمان الاستقرار حتى مع إسرائيل، وهي سابقة نادرة في الخطاب السوري الرسمي منذ عقود. ورأى هؤلاء أن التصريح يمثل نوعاً من الاسترضاء السياسي لا يعكس الإرادة الشعبية ولا يراعي سجل إسرائيل في استهداف الأراضي السورية.

في المقابل، دافع فريق آخر عن موقف الوزير الشيباني، معتبرين أن حديثه لا يُقرأ إلا ضمن سياق ما آلت إليه سوريا بعد أكثر من عقد من الحرب والتدخلات الأجنبية والانقسام الداخلي. واعتبروا أن واقعية الخطاب لا تعني التنازل، بل هي إعادة تموضع دبلوماسي في محاولة لإنقاذ ما تبقى من الدولة السورية من الانهيار التام في ظل أوضاع اقتصادية وأمنية حرجة.

المشهد الرقمي عكس حجم الانقسام الشعبي تجاه اتجاهات السياسة الخارجية السورية الجديدة، في وقت تبحث فيه دمشق عن إعادة تموضع دولي بعد عزلة طويلة. ويبقى السؤال مفتوحًا: هل تمثل تصريحات الشيباني مقاربة جديدة رسمية لعلاقة سوريا بالاحتلال الإسرائيلي، أم هي مجرد محاولة لتمرير خطاب تهدئة لا أكثر؟