شهدت الساحة السورية تطورات متسارعة مساء الثلاثاء، مع انهيار اتفاق التهدئة بين الحكومة السورية وشيوخ عقل الطائفة الدرزية، إثر هجوم نفذه مسلحون دروز على نقطة أمنية، أسفر عن مقتل عناصر من الأمن السوري. جاء هذا التصعيد بعد انتشار تسجيل صوتي منسوب لأحد أبناء الطائفة تضمن إساءة للرسول محمد ﷺ، ما فجر غضباً واسعاً وأشعل الاشتباكات في مناطق متوترة مثل جرمانا وصحنايا بريف دمشق.
في ذروة التوتر، نفذت طائرة إسرائيلية غارة استهدفت ثلاثة مواقع أمنية في صحنايا، أدت إلى مقتل عنصر أمن سوري، في تدخل عسكري جديد يعكس حساسية الموقف وارتباطه بملف الدروز. بالتوازي، حلقت مسيرات سورية من طراز "شاهين" في أجواء المنطقة، وقصفت مواقع يعتقد أنها تأوي مسلحين، ما يؤشر إلى اتجاه الحكومة نحو ردع داخلي سريع ومباشر.
وفي تطور لافت، دخلت إسرائيل على الخط بشكل رسمي، عبر بيان مشترك لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، أعلنا فيه أن تل أبيب لن تسمح بإلحاق الأذى بالدروز في سوريا، مشيرين إلى أن إسرائيل ترى فيهم امتداداً لـ"إخوانها الدروز في إسرائيل" وتتحمل مسؤولية تاريخية تجاههم. الخطاب الإسرائيلي أُدرج ضمن محاولة استثمار الفوضى الداخلية السورية لتعزيز الحضور الإقليمي وفرض خطوط حمراء جديدة.
هذه الأحداث دفعت زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى التدخل سياسياً، عبر دعوات للتهدئة والحوار وتجنب الفتنة الطائفية، مع تأكيدات على ضرورة التحقيق في الحادثة المسيئة ومحاسبة المسؤولين عنها. التداخل بين البُعد الطائفي والمصالح الإقليمية يعمق الأزمة في سوريا ويعيد خلط الأوراق في وقت تبدو فيه البلاد بعيدة عن أي استقرار دائم.