آخر الأخبار

الأمن السوري يعتقل أحد منفذي مجزرة التضامن في دمشق بعد سنوات من الكشف عن الجريمة.

الأمن السوري يعتقل أحد منفذي مجزرة التضامن في دمشق بعد سنوات من الكشف عن الجريمة.

 

 

بعد مرور أكثر من عامين على كشف تفاصيل مجزرة التضامن في العاصمة السورية دمشق، التي أثارت صدمة عالمية بسبب وحشيتها، أعلنت السلطات السورية القبض على أحد منفذي الجريمة. هذا التطور المفاجئ أعاد فتح الملف وأثار موجة جديدة من الغضب الشعبي، مع تجدد المطالبات بمحاسبة المسؤولين عن المجزرة وإحالتهم إلى العدالة.

في عام 2022، نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تحقيقًا استقصائيًا كشف النقاب عن واحدة من أبشع الجرائم المرتكبة خلال الحرب السورية، وهي مجزرة التضامن. وفقًا للتقرير، قام عناصر تابعون للنظام السوري باستدراج عشرات المدنيين إلى شارع مغلق في حي التضامن بدمشق، حيث تم إعدامهم بدم بارد وإلقاء جثثهم في حفرة جماعية.


انتشرت حينها مقاطع فيديو مسربة توثق لحظات تنفيذ المجزرة، حيث يظهر الضحايا وهم معصوبو الأعين ومقيدو الأيدي، يُجبرون على الركض نحو حفرة عميقة مليئة بالجثث. وما أن يصلوا إلى حافتها، حتى يتم إطلاق النار عليهم بكثافة، ليسقطوا فوق الضحايا السابقين. وبعد تنفيذ الإعدام الجماعي، كان يتم إشعال النار في الجثث أو ردمها بالإسمنت لإخفاء معالم الجريمة.


خلال الأيام الأخيرة، انتشر مقطع فيديو يوثق لحظة اعتقال أحد المتورطين في المجزرة من قبل السلطات السورية. وعلى الرغم من عدم الكشف رسميًا عن اسمه، إلا أن ناشطين رجحوا أنه كان أحد المشاركين المباشرين في تنفيذ عمليات الإعدام. هذا التطور المفاجئ أثار جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تساءل كثيرون عن دوافع النظام في القبض على أحد منفذيه بعد مرور كل هذا الوقت.

مع تداول أخبار الاعتقال، ظهرت تسجيلات واعترافات جديدة لمنفذي المجزرة، أقرّوا فيها بقتل مئات الأشخاص، ما أثار صدمة عارمة بين الناشطين السوريين. طالب كثيرون بالقصاص العادل، داعين إلى عدم التساهل مع المتورطين، ومذكرين بفظاعة الجريمة التي لم يُحاسب معظم منفذيها حتى اليوم.أعاد الناشطون التذكير باسم أمجد يوسف، الضابط في المخابرات السورية الذي ظهر في تقرير الغارديان وهو يتحدث عن دوافعه لارتكاب المجزرة، دون أي إشارة إلى الشعور بالندم. واعتبره كثيرون المسؤول الأول عن الجريمة، مطالبين بمحاسبته وكل من تورط معه.

حاولوا تبرير جرائم ذويهم أو التقليل من فظاعتها. في أحد مقاطع الفيديو التي انتشرت على وسائل التواصل، ظهرت سيدة، يُعتقد أنها والدة أحد المتهمين، وهي تسأل رجال الأمن عند اعتقاله: "شو عامل؟!" (ماذا فعل؟!)، وكأنها تستغرب اعتقاله، رغم أنه شارك في مجزرة راح ضحيتها مئات المدنيين العزل.

إعادة فتح قضية مجزرة التضامن تضع الملف مجددًا تحت الأضواء، وتطرح تساؤلات كبرى حول العدالة والمحاسبة في سوريا. هل سيتم محاكمة جميع المتورطين؟ أم أن هذا الاعتقال مجرد تحرك سياسي؟ الأيام القادمة ستكشف المزيد عن مصير الجناة ومستقبل هذا الملف الشائك.