في تصعيد جديد للتوترات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه "ديكتاتور بلا انتخابات"، محذرًا إياه بضرورة التحرك سريعًا وإلا "لن يتبقى له بلد". جاءت هذه التصريحات في 19 فبراير 2025، خلال منشور لترامب على منصته "تروث سوشيال".
اتهم ترامب زيلينسكي برفض إجراء انتخابات في أوكرانيا، مشيرًا إلى انخفاض شعبيته، وزاعمًا أن زيلينسكي "كان جيدًا فقط في التلاعب ببايدن". كما ألقى باللوم على زيلينسكي في اندلاع الحرب مع روسيا، معتبرًا أن أوكرانيا أقنعت الولايات المتحدة بإنفاق 350 مليار دولار في حرب "لا يمكن كسبها". وأضاف ترامب أن نصف الأموال المرسلة إلى أوكرانيا "مفقودة".
من جانبه، رد زيلينسكي على هذه الاتهامات، معتبرًا أن ترامب "يعيش في فقاعة من التضليل"، وأن هذه المعلومات المضللة مصدرها روسيا. وأكد زيلينسكي أنه لن "يبيع" أوكرانيا، مشددًا على صمود الجيش الأوكراني. كما أشار إلى أن الدعم الشعبي له يتجاوز 50%، وأن الانتخابات لا يمكن إجراؤها في ظل الأحكام العرفية المفروضة منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022.
تأتي هذه التصريحات في وقت تجري فيه محادثات بين الولايات المتحدة وروسيا في الرياض، دون مشاركة أوكرانيا أو الدول الأوروبية. أعرب زيلينسكي عن خيبة أمله من استبعاد بلاده، معتبرًا أن هذا الحوار المباشر بين واشنطن وموسكو "ساعد بوتين على الخروج من عزلته الطويلة". من جهته، أشار ترامب إلى إمكانية لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل نهاية الشهر الجاري، معبرًا عن ثقته في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب.
في السياق نفسه، أشاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بتصريحات ترامب، معتبرًا أنه "أول قائد غربي" يعلن أن أحد الأسباب العميقة للوضع الأوكراني هو محاولة ضم كييف إلى حلف الناتو. من ناحية أخرى، وافق الاتحاد الأوروبي على مجموعة جديدة من العقوبات ضد روسيا، تشمل حظر واردات الألمنيوم الروسي، في محاولة للضغط على موسكو لإنهاء الصراع.
هذه التطورات تعكس تعقيد المشهد السياسي والدبلوماسي المحيط بالصراع الأوكراني، مع تباين المواقف بين الحلفاء التقليديين وتصاعد التوترات بين القادة المعنيين.