أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن الوضع في قطاع غزة يزداد سوءًا بسرعة، مشيرًا إلى صعوبة التنبؤ بموعد نقطة الانهيار المحتملة في المنطقة. وقال دوجاريك: "نحن لسنا بعيدين عن هذه النقطة"، في إشارة إلى خطورة الوضع الإنساني في غزة بسبب استمرار الغارات الإسرائيلية وتصاعد العدوان. تأتي هذه التصريحات في وقت حرج، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي قصف مناطق متفرقة في غزة، ما يسفر عن مئات الضحايا بين الشهداء والجرحى، وسط أزمة إنسانية متفاقمة.
في هذا السياق، ذكرت تقارير ميدانية أن 32 شخصًا استشهدوا جراء غارات إسرائيلية على عدة مناطق في غزة، منها غارة على منزل في جباليا البلد شمال القطاع، إضافة إلى عشرات المصابين. هذه الغارات تأتي بعد يومين من شن الجيش الإسرائيلي لهجمات مكثفة على شمال غزة ومدينة غزة، ما يرفع أعداد القتلى والمصابين بشكل متسارع. إن التصعيد العسكري الإسرائيلي يزيد من التوترات في المنطقة، ويثير مخاوف من تفاقم الوضع الإنساني في ظل الحصار المستمر على القطاع.
على الصعيد الدبلوماسي، أبدى دوجاريك الأمل في أن يسفر الحوار الأمريكي الإيراني عن نتائج إيجابية تهدف إلى تخفيف التوترات في منطقة الخليج والشرق الأوسط. وأشار إلى أن هناك توقعات بجولة ثانية من المحادثات بين الجانبين الأمريكي والإيراني، وهو ما يعتبره مؤشرًا إيجابيًا على إمكانية حدوث تحول في المواقف الإقليمية. يأتي هذا التصريح في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تصعيدًا سياسيًا وعسكريًا، حيث تلعب إيران دورًا محوريًا في عدد من الملفات الساخنة بالمنطقة، بما في ذلك الملف اليمني والعلاقات مع دول الخليج.
وبينما يسعى المجتمع الدولي إلى تهدئة التوترات في المنطقة، لا يبدو أن هناك انفراجًا وشيكًا في الأفق في الأزمة الفلسطينية. في ظل الوضع المتأزم في غزة، يبقى الحذر هو الموقف الأساسي للمجتمع الدولي، مع تأكيد الحاجة إلى جهود دبلوماسية عاجلة لوقف التصعيد وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة.