أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن كلمة مرتقبة للدكتور خليل الحية، رئيس الحركة في قطاع غزة ورئيس وفد التفاوض، والتي سيتم بثها قريبًا. تأتي هذه الكلمة في وقت حساس يتزامن مع التطورات المتعلقة بعروض وقف إطلاق النار التي طُرحت مؤخرًا في إطار الجهود الإقليمية والدولية للتهدئة. ويُتوقع أن تحمل الكلمة رسائل هامة تحدد موقف حماس من هذه العروض في ضوء الواقع الميداني والسياسي الراهن.
تناول الدكتور خليل الحية في كلمته تأكيد موقف الحركة الثابت تجاه أي مفاوضات أو اتفاقات تتعلق بوقف إطلاق النار، مع التأكيد على ضرورة أن تكون هذه العروض تتماشى مع الحقوق الفلسطينية وتضمن حماية المدنيين الفلسطينيين. كما يُتوقع أن يتطرق الحية إلى مجريات التفاوض وتوضيح النقاط التي ترى حماس أنها ضرورية لإرساء الهدوء المستدام في المنطقة.
تأتي هذه الكلمة في سياقٍ معقد، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع غزة، وسط دعوات دولية وأممية لوقف العنف. وقد تكون تصريحات حماس القادمة هي انعكاس لتوازنات القوى الإقليمية والدولية التي تفرض نفسها على سير المفاوضات، وما إذا كانت الأطراف المعنية مستعدة للوفاء بشروط الحركة قبل التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار.
في تصريح مفاجئ، أكد الدكتور خليل الحية، رئيس حركة حماس في قطاع غزة ورئيس وفد التفاوض، أن الحركة قد وافقت على مقترح الوساطات الدولية لوقف إطلاق النار، رغم قناعتها بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى إلى استمرار الحرب لحماية مستقبله السياسي. ولفت الحية إلى أن رد نتنياهو على مقترح الوسطاء جاء مرفقًا بشروط تعجيزية، لا تؤدي إلى وقف الحرب أو الانسحاب من غزة.
وأوضح الحية أن الشروط التي قدمتها الحكومة الإسرائيلية تعتبر عائقًا رئيسيًا أمام أي تقدم نحو اتفاق دائم، مضيفًا أن الموقف الإسرائيلي يعكس عدم الجدية في الوصول إلى حل يوقف نزيف الدم الفلسطيني. ومع ذلك، شددت حماس على استعدادها للبدء الفوري في مفاوضات "الرزمة الشاملة" التي تشمل إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وفي سياق مفاوضات "الرزمة الشاملة"، أكد الحية أن الحركة تطالب بأن يتم الاتفاق على عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين لدى الاحتلال كشرط أساسي للمضي قدمًا في العملية التفاوضية. وأكد أن المفاوضات يجب أن تتضمن أيضًا وقف الحرب بشكل كامل على الشعب الفلسطيني والانسحاب الكامل من قطاع غزة.
كما رحب الحية بموقف المبعوث الأمريكي آدم بولر، الذي دعا إلى إنهاء ملف الأسرى والحرب معًا، مشيرًا إلى أن هذا الموقف يتقاطع مع موقف حماس ويعكس رغبة حقيقية في التوصل إلى حل دائم وشامل.
أكد الدكتور خليل الحية، رئيس حركة حماس في قطاع غزة، أن المقاومة الفلسطينية وسلاحها سيبقيان ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائمًا، مشددًا على أن هذا الحق طبيعي ومشروع للشعب الفلسطيني في ظل استمرار العدوان. وجاء ذلك في كلمة حاسمة تعكس موقف الحركة من التطورات السياسية والميدانية، خاصة في ما يتعلق بالمفاوضات ووقف إطلاق النار.
وأوضح الحية أن ما يُروج له من "اتفاقات جزئية" هو في حقيقته غطاء تستخدمه حكومة نتنياهو لاستكمال أجندتها القائمة على الإبادة الجماعية في غزة، حتى وإن تطلّب الأمر التضحية بالأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة. وأضاف أن هذه الاتفاقات لا تخدم سوى مصالح نتنياهو السياسية، ولا يمكن التعامل معها كمسار جاد نحو الحل.
وفي لهجة قاطعة، أعلن الحية أن حركة حماس لن تكون جزءًا من تمرير هذه السياسات، معتبرًا أن القبول باتفاقات منقوصة يصبّ فقط في مصلحة استمرار الحرب وتهرب الاحتلال من استحقاقات واضحة تتعلق بوقف العدوان وانسحاب كامل من القطاع.
تصريحات الحية تعكس رفضًا مطلقًا لأي حلول مجتزأة وتؤكد تمسك الحركة بمواقفها السياسية والأمنية، في ظل تباين دولي وإقليمي حول كيفية إنهاء الحرب وتحقيق صفقة شاملة تشمل تبادل الأسرى ورفع الحصار عن غزة.