أعلن الكرملين، اليوم الجمعة، عن وقف شامل للأعمال القتالية في شرق أوكرانيا اعتبارًا من 19 أبريل وحتى 21 من الشهر ذاته، في خطوة وصفها مراقبون بأنها محاولة روسية لإعطاء فرصة للمسار السياسي، وسط تصاعد الضغوط الدولية لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين. وقد أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بيانه أن هذه الهدنة تهدف لاختبار "جدية أوكرانيا" في التوجه نحو تسوية سلمية حقيقية.
الكرملين شدد في تصريحاته على ضرورة استعداد القوات الروسية للتصدي لأي انتهاكات محتملة للهدنة أو استفزازات قد تصدر عن الجانب الأوكراني، مما يعكس حالة الترقب والشك التي ما زالت تسيطر على الطرف الروسي رغم الإعلان عن التهدئة. وفي ذات السياق، أشار بوتين إلى أن تصرفات كييف خلال فترة الهدنة ستُعد مؤشراً حاسماً على مدى استعدادها للانخراط في مفاوضات جادة.
الرئيس الروسي أعاد التأكيد على أن بلاده منفتحة على الحوار، ورحب بمواقف واشنطن وبكين ودول أخرى أبدت رغبتها في التوصل إلى تسوية "عادلة ومتوازنة" للأزمة. وأوضح أن موسكو لا ترفض المسار السياسي، بل تعتبره الخيار الأفضل إذا ما توفرت نوايا حقيقية من الأطراف الأخرى.
إعلان الهدنة المؤقتة يأتي في ظل تزايد التحركات الدولية للضغط على طرفي النزاع، إذ من المتوقع أن يُراقب المجتمع الدولي هذا التطور عن كثب، في محاولة لفهم ما إذا كانت نافذة الحل السياسي قد بدأت تنفتح مجددًا، أم أن ما يجري لا يعدو كونه خطوة تكتيكية مؤقتة من طرف واحد بانتظار ردود الفعل القادمة من أوكرانيا وحلفائها.