يتفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة بشكل غير مسبوق، مع تحذيرات أطلقتها شبكة المنظمات الأهلية من أن الدواء والغذاء يوشكان على النفاد الكامل، وسط عجز واضح عن التعامل مع نقص المساعدات في المخازن. الواقع الميداني يكشف عن أزمة حادة في القدرة على توفير الأساسيات، حيث تنتشر حالات سوء التغذية لا سيما بين الأطفال الذين يعانون من تبعات الحصار وتراجع الإمدادات.
كما تسجّل المؤسسات الصحية تفاقمًا في معاناة أصحاب الأمراض المزمنة، الذين يواجهون نقصًا مزدوجًا في الأدوية والغذاء الخاص بحالاتهم، ما يهدد حياتهم بشكل مباشر. هذه الفئة باتت في دائرة الخطر المباشر مع انهيار سلاسل الإمداد وصعوبة إدخال المساعدات، الأمر الذي ينعكس بشكل سلبي على استقرارهم الصحي ويزيد من الضغط على القطاع الطبي المنهك.
أزمة المياه تضيف بعدًا كارثيًا جديدًا، إذ تراجعت حصة الفرد اليومية إلى أقل من 6 لترات، وهو معدل لا يلبي الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية. هذا التراجع يُهدد بانتشار أوسع للأمراض وتفاقم الأوضاع الصحية، خاصة في ظل غياب البنية التحتية الكافية لمعالجة المياه أو توفير بدائل صحية للسكان الذين تجاوز عددهم المليونين.
أمام هذا المشهد القاتم، دعت شبكة المنظمات الأهلية إلى تدخل فوري من قبل المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وأكدت أن استمرار الوضع على حاله ينذر بانهيار شامل للمنظومة الإنسانية في القطاع، في ظل صمت رسمي وتباطؤ في الاستجابة الفاعلة للأزمة المتفاقمة يومًا بعد يوم.