أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيين) عن إسقاط طائرة مسيّرة أميركية جديدة من طراز "إم كيو 9" فوق أجواء العاصمة صنعاء، في ثاني عملية من هذا النوع خلال أقل من 24 ساعة، ما يشير إلى تصعيد ملحوظ في قدرات الدفاع الجوي للجماعة. وبحسب المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، فإن الطائرة أُسقطت بصاروخ أرض-جو محلي الصنع، في تطور يعكس نوعية جديدة من التحدي المباشر للوجود العسكري الأميركي في المنطقة.
وبذلك، يرتفع عدد المسيّرات الأميركية التي أعلنت الجماعة عن إسقاطها منذ بداية أبريل الجاري إلى ست، بينما يصل إجمالي الطائرات التي تم إسقاطها منذ انطلاق "معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس" إلى 21 طائرة. ويبدو أن هذه العمليات جزء من استراتيجية متكاملة تعتمدها الجماعة لفرض معادلة ردع جديدة في البحر الأحمر، بالتزامن مع تحركاتها العسكرية التي تشمل استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل أو حلفائها.
جماعة الحوثي تصر على أن عملياتها تأتي في إطار ما تصفه بالدفاع عن الشعب الفلسطيني في غزة، في ظل استمرار ما تعتبره حرب إبادة تشنها إسرائيل بدعم مباشر من الولايات المتحدة. هذا الخطاب يُستخدم لتبرير التصعيد البحري والعسكري الذي يتجاوز الأبعاد المحلية اليمنية، ويؤسس لتموضع إقليمي للجماعة كلاعب في محور المواجهة مع إسرائيل وحلفائها.
في الوقت ذاته، تواصل الجماعة إطلاق صواريخ باتجاه مدينة تل أبيب، ما يتسبب في تفعيل صافرات الإنذار بشكل متكرر، ويجبر ملايين الإسرائيليين على اللجوء إلى الملاجئ. هذا التوسع في طبيعة وأهداف العمليات يعكس سعي الحوثيين لتكريس أنفسهم كجزء من معادلة إقليمية أوسع، تدمج بين البعد العسكري والدعائي، وتستثمر في حالة الغضب الشعبي تجاه المواقف الغربية من الحرب في غزة.