في خضم اشتعال الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، صعد تطبيق "DHgate" الصيني بسرعة مذهلة إلى صدارة التطبيقات المجانية على متجر آبل الأمريكي. جاء هذا الارتفاع الحاد نتيجة موجة فيديوهات انتشرت عبر تيك توك، ظهر فيها مصنعون صينيون يشرحون كيف تُنتج العلامات الفاخرة العالمية حقيقتها داخل الصين قبل أن تُنسب زورًا إلى أوروبا.
بدأت هذه الظاهرة بعد رفع الرئيس ترامب التعرفة الجمركية بنسبة 145% على الواردات الصينية، مما دفع الموردين لكشف أن الكثير من المنتجات "الأوروبية" الفاخرة هي في الأصل صينية الصنع. هذه الاعترافات جذبت ملايين المشاهدين، وأثارت فضول المستخدمين الأمريكيين، الذين اندفعوا نحو DHgate لشراء نفس المنتجات بأسعار أقل بكثير.
في غضون يومين فقط، قفز التطبيق من المركز 352 إلى المركز الثالث، مع تحميلات بلغت أكثر من 117 ألفًا في يوم واحد، 65 ألفًا منها من الولايات المتحدة وحدها. هذه القفزة بنسبة تفوق 900% جاءت بعد ترويج صانعي المحتوى لفكرة أن المستهلكين يدفعون آلاف الدولارات مقابل "العلامة" فقط، بينما التكلفة الفعلية لا تتعدى جزءًا بسيطًا من ذلك.
وعلى الرغم من أن استيراد هذه المنتجات لا يعفي من الرسوم الجمركية، إلا أن الرسالة التي وصلت للمستهلك الأمريكي كانت صادمة: المنتجات الفاخرة التي كنت تعتقد أنها "مصنوعة في إيطاليا" هي بالحقيقة من صنع مصانع صينية. هذه الحقيقة سلطت الضوء على هشاشة مفاهيم الجودة والعلامة التجارية، وأظهرت كيف أن الصين ما زالت تمسك بأوراق اللعبة رغم العقوبات.