تواجه الشركات الناشئة في مجال الاندماج النووي تحديات ضخمة، إذ يسعى العديد منها إلى إنشاء محطات طاقة جديدة تنتج طاقة أكثر مما تستهلكه. رغم أن هذه المهمة تعتبر صعبة للغاية، إلا أن هناك تحدياً آخر يحصل على اهتمام أقل، وهو مصدر الوقود اللازم لتشغيل هذه المحطات. يعتمد الاندماج النووي على الوقود الذي يتضمن التريتيوم، وهو نظير نادر من الهيدروجين يتم إنتاجه من الليثيوم. ومع قلة توفر هذا العنصر في الأسواق، أصبحت الحاجة إلى إيجاد حلول جديدة لهذا التحدي ملحة.
وفي هذا السياق، جاءت فكرة تأسيس شركة "هيكسيوم" من قبل تشارلي جيروت وجاكوب بيترسون، الذين لاحظوا أن العديد من الشركات العاملة في مجال الاندماج النووي لا تولي اهتماماً كافياً لمشكلة توفير الوقود. قاموا بتأسيس الشركة لتطوير تقنية مبتكرة لحل هذه المشكلة باستخدام الليزر. فشركة "هيكسيوم" تستخدم تقنية الليزر لفصل نظائر الليثيوم باستخدام طريقة تعرف بـ "فصل النظائر باستخدام الليزر البخاري"، وهي تقنية تم تطويرها لأول مرة في ثمانينات القرن الماضي.
تعتمد تقنية "هيكسيوم" على ليزر دقيق قادر على فصل الليثيوم-6 عن الليثيوم-7، حيث يتم توجيه الليزر نحو بخار الليثيوم فيفصل النظيرين بدقة عالية. عندما يتعرض الليثيوم-6 لهذا الليزر، يصبح أيونًا يتم جمعه واستخدامه في مفاعلات الاندماج. في المقابل، يتم بيع الليثيوم-7 المتبقي للاستخدامات التقليدية في المفاعلات النووية كمادة واقية للمياه في عمليات التبريد.
تخطط شركة "هيكسيوم" لاستخدام التمويل الذي جمعته لبناء وتشغيل مصنع تجريبي خلال العام المقبل. في حال نجاح هذه العملية، تأمل الشركة في توسيع نطاق عملياتها بشكل فعال وبحجم صغير، مما يتيح لها تحقيق اقتصاديات جيدة دون الحاجة لبناء منشآت ضخمة.