آخر الأخبار

لندن تستضيف مفاوضات أمريكية أوروبية حول أوكرانيا وسط مؤشرات متضاربة بشأن مرونة موسكو وإصرار كييف على ثوابتها.للمزيد..

لندن تستضيف مفاوضات أمريكية أوروبية حول أوكرانيا وسط مؤشرات متضاربة بشأن مرونة موسكو وإصرار كييف على ثوابتها.للمزيد..

 

في تطور دبلوماسي لافت، تستضيف العاصمة البريطانية لندن اليوم الأربعاء جولة جديدة من المحادثات بشأن الحرب في أوكرانيا، بقيادة وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، وبمشاركة مفاوضين من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وأوكرانيا. تأتي هذه التحركات السياسية في ظل تقارير تتحدث عن استعداد روسي محتمل للتراجع عن بعض مطالبه الإقليمية، شرط تقديم كييف تنازلات كبرى، أبرزها الاعتراف بضم شبه جزيرة القرم، وهو ما نفاه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشكل قاطع، مؤكدًا أن موقف بلاده لم يتغير ولن يعترف بالاحتلال.

المحادثات المرتقبة تشهد تمثيلاً أمريكياً عبر كيث كيلوغ، مبعوث البيت الأبيض لشؤون أوكرانيا، بعد إعلان غياب وزير الخارجية ماركو روبيو عن الحضور. هذا التمثيل يعكس استمرار التردد الأمريكي في دفع الأمور نحو تسوية شاملة، رغم مرور ما يقرب من ثلاثة أشهر على بدء اتصالات دبلوماسية نشطة بقيادة واشنطن، لم تثمر حتى الآن عن اختراق ملموس في طريق وقف الحرب. بريطانيا، من جهتها، تسعى إلى لعب دور محوري في إعادة تنشيط الحوار الدولي، خصوصاً في ظل تصاعد الانتقادات الأوروبية لنية موسكو الاستمرار في التصعيد الميداني.

التحليلات الأوروبية تعكس تشككًا عميقًا في نوايا موسكو، خصوصاً بعد خرقها لهدنة عيد الفصح التي أعلنتها بشكل أحادي، حيث أكدت وزارة الدفاع البريطانية أنه لم تُرصد أي مؤشرات على التزام فعلي بالوقف المؤقت لإطلاق النار. وفي هذا السياق، اتهم وزير الدفاع البريطاني جون هيلي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمواصلة السعي لكسب الوقت عبر التصريحات المتناقضة، بينما تتواصل الانتهاكات الميدانية المكثفة من جانب القوات الروسية، بما في ذلك استخدام طائرات انتحارية مسيّرة ضد مواقع أوكرانية على خطوط الجبهة.

الرئيس الأوكراني جدد خلال تصريحاته رفضه أي تسويات تُفرض خارج الإطار السيادي والقانوني للدولة الأوكرانية، مشددًا على أن الاعتراف بسيادة روسيا على القرم أمر غير قابل للنقاش. وأكد زيلينسكي أن بلاده لم تتلق رسميًا أي مقترحات جديدة من واشنطن تتعلق بتعديلات في خارطة السلام، ورفض الخوض في أي صفقات عبر الإعلام، داعياً إلى مواصلة التنسيق ضمن ما بات يُعرف بـ"صيغة لندن" التي تشمل الحلفاء الغربيين الرئيسيين.

في المقابل، ظهرت مؤشرات على انفتاح روسي مبدئي على العودة إلى المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا، للمرة الأولى منذ ربيع 2022، إذ ألمح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إلى أن الكرملين لا يعارض مناقشة ضمانات تتعلق بحماية المدنيين. غير أن مراقبين يرون أن مثل هذه التصريحات قد تهدف فقط إلى تخفيف الضغوط الدولية، لا سيما في ظل استمرار موسكو في مطالبة كييف بالتنازل عن أراضٍ لا تسيطر عليها القوات الروسية بالكامل.

جدير بالذكر أن واشنطن، التي يُنتظر أن تنقل موقف أوكرانيا للجانب الروسي بعد نهاية اجتماعات لندن، تتابع أيضاً بقلق دور المبعوث غير الرسمي ستيف ويتكوف، المقرب من الرئيس السابق دونالد ترامب، والذي يُقال إنه التقى بوتين ثلاث مرات، ما أثار مخاوف في كييف من إمكانية تمرير روايات موالية لموسكو عبر قنوات دبلوماسية موازية. وتخشى أوكرانيا من أن يسهم هذا التداخل في تعقيد موقف الغرب وتضارب الرسائل بين الداعمين لها، في لحظة حرجة من الحرب التي دخلت عامها الثالث دون أفق واضح لإنهائها.