وصلت المفاوضات بين الولايات المتحدة والصين بشأن أزمة الفنتانيل إلى طريق مسدود، وفق ما أفادت به رويترز عن مسؤولين أمريكيين، الذين أشاروا إلى أن المقترح الصيني جاء دون التوقعات بشكل كبير. هذا الجمود في الحوار يعكس فشلًا دبلوماسيًا في معالجة واحدة من أكثر القضايا إلحاحًا في العلاقات الثنائية، وسط تصاعد التوترات الاقتصادية والجمركية بين القوتين العالميتين.
وفي رد حازم، دعت السفارة الصينية في واشنطن الولايات المتحدة إلى إلغاء الرسوم الجمركية التي وصفتها بـ"غير المبررة"، مشددة على ضرورة الدخول في مشاورات على قدم المساواة. المتحدث باسم السفارة أوضح أن معالجة أزمة الفنتانيل لا يمكن أن تتم تحت التهديدات والضغوط، وأن الصين لن تقبل بسياسة الهيمنة أو فرض الإرادة بالقوة، ما يعكس اتجاهاً نحو مزيد من التشدد في الموقف الصيني.
التحذيرات الصينية تصاعدت بوضوح مع تصريح المتحدث بأن بلاده سترد بإجراءات مضادة حازمة إذا واصلت واشنطن سياسة الضغط والابتزاز. هذه الرسائل تؤكد أن بكين ترى في تحركات واشنطن الأخيرة محاولة لتوسيع النفوذ عبر أدوات اقتصادية وأمنية، وهو ما ترفضه القيادة الصينية باعتباره تهديدًا مباشرًا لسيادتها ومكانتها الدولية.
التصعيد الكلامي الأخير يضع العلاقات الصينية-الأمريكية على مفترق خطير، حيث تتشابك الأزمات الصحية مع التجارية في ساحة مشحونة بالريبة وانعدام الثقة. ومن المرجح أن يؤدي هذا الجمود إلى تجميد في قنوات الحوار المفتوحة، ويزيد من احتمالات الردود الاقتصادية الانتقامية التي ستؤثر سلبًا على الاستقرار العالمي في المرحلة المقبلة.