كشفت مصادر لصحيفة الغارديان عن تفاصيل عرض أمريكي نهائي هدفه إنهاء الحرب في أوكرانيا عبر تجميد خطوط المواجهة، مقابل اعتراف أمريكي ضمني بروسية القرم وتخفيف كبير للعقوبات المفروضة على موسكو. يأتي هذا المقترح في وقت حساس، حيث تتراجع الزخمات العسكرية وتتصاعد الضغوط الاقتصادية، ما يفتح الباب أمام تحوّل جذري في مسار الصراع المستمر منذ 2022.
اللافت في العرض أنه يمنح أوكرانيا ضمانات أمنية "كبيرة" من أوروبا فقط، دون مشاركة أمريكية مباشرة، ما يعكس توجها أمريكيا للانسحاب التدريجي من المشهد العسكري المباشر، وتحميل الحلفاء الأوروبيين العبء الأمني في مواجهة موسكو. هذا الترتيب يطرح تساؤلات حول مدى فاعلية الردع الأوروبي منفردًا، ومدى قبول كييف باتفاق لا يشمل مظلة حماية أمريكية واضحة.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحسب ذات المصادر، لم يُبدِ رفضًا مبدئيًا للعرض، بل أشار لإمكانية القبول بتجميد الوضع القائم في حال نُفذت التنازلات الأمريكية فعليًا. وهذا يعزز من فرضية أن الكرملين يراهن على انتصار سياسي عبر التفاوض، بعد سنوات من النزيف العسكري والعقوبات الاقتصادية التي أثقلت كاهل الاقتصاد الروسي دون حسم ميداني حقيقي.
هذا التحول المحتمل يضع القيادة الأوكرانية أمام معادلة صعبة: القبول بحل سياسي يوقف نزيف الحرب لكنه يُكرّس خسارة جغرافية، أو رفض العرض ومواصلة القتال في ظل تراجع الدعم الغربي تدريجياً. وفي كلتا الحالتين، فإن مستقبل الصراع لم يعد عسكرياً بحتًا، بل تحكمه اعتبارات جيوسياسية أوسع ترتبط بإعادة ترتيب موازين القوى على الساحة الدو