تخوض قيادة حركة حماس وساطة نشطة لدى الحكومة السورية الجديدة بهدف الإفراج عن قياديين بارزين من حركة الجهاد الإسلامي، اعتقلا قبل أيام في دمشق على خلفية لم تتضح تفاصيلها بعد. وتشير مصادر مطلعة إلى أن حماس، التي استعادت خلال الشهور الماضية قنوات تواصل مع النظام السوري، تسعى لتجنب تصعيد داخلي فلسطيني يعقّد علاقة الفصائل بمحيطها الإقليمي المتوتر أصلًا.
الاتصالات الجارية بين حماس والمسؤولين السوريين الجدد لم تصل بعد إلى نتائج نهائية، إلا أن مصادر أكدت وجود وعود مبدئية بإطلاق سراح خالد خالد وياسر الزفري في الأيام القليلة المقبلة. هذه الوعود جاءت عقب تحركات مكثفة من قبل حماس لتطويق تداعيات الحادثة، خاصة في ظل التوتر الذي خلفه اعتقال القياديين في صفوف الجهاد، والذي اعتبرته سرايا القدس إهانة للفصائل المقاومة و"تصرفًا غير مبرر من إخوة".
الحادثة تأتي في لحظة حرجة تمر بها العلاقة بين سوريا والفصائل الفلسطينية، خصوصًا بعد التحولات السياسية في دمشق وتبدل الخطاب الرسمي تجاه بعض التنظيمات، حيث تحاول الحكومة السورية الجديدة ضبط علاقتها بالفصائل وفق توازنات داخلية وخارجية دقيقة. ويبدو أن القيادة السورية تسعى إلى رسم حدود جديدة للتعاون، خاصة مع تلك التي شاركت في أحداث 7 أكتوبر، التي لا تزال تلقي بظلالها على العلاقات الإقليمية.
تطورات هذه القضية ستكون بمثابة اختبار فعلي لمدى نضوج العلاقة المستجدة بين النظام السوري وحركة حماس، وأيضًا لمدى استعداد دمشق للتعامل بمرونة مع فصائل كان لها تاريخ من التوتر مع السلطات السورية، ما سيترك أثرًا مباشرًا على مستقبل التنسيق الفلسطيني-السوري، خصوصًا في ظل ملفات أخرى مؤجلة تتعلق باللاجئين الفلسطينيين، والتحركات العسكرية على الأراضي السورية.