أفادت صحيفة وول ستريت جورنال أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عبّر عن خيبة أمله من بطء المفاوضات مع أوكرانيا، مشيراً في أحاديثه الخاصة إلى أن العملية كانت أكثر تعقيداً مما توقع. وأضافت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أن ترامب وجّه انتقاداته بشكل مباشر إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بسبب عدم تجاوبه السريع مع المقترحات الأمريكية الأخيرة، في تصعيد يعكس توتراً متنامياً بين الطرفين في وقت حساس.
في المقابل، أعرب مسؤولون أوكرانيون للصحيفة عن خشيتهم من أن يُحمّلهم ترامب مسؤولية انهيار المحادثات، ما قد يشكل غطاءً لتقليص أو وقف المساعدات العسكرية الأمريكية مستقبلاً. هذه المخاوف تتزايد بالتزامن مع تصاعد خطاب داخلي أمريكي يُطالب بإعادة النظر في حجم الدعم المقدم لكييف، مما يضع القيادة الأوكرانية في موقف دقيق، بين ضرورة الحفاظ على الدعم الدولي وعدم تقديم تنازلات ميدانية مبكرة.
وعلى خلفية هذا التوتر، أكدت مصادر أوكرانية أنها ذكّرت الإدارة الأمريكية بالتزامها السابق بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً، مشيرة إلى أن روسيا هي من رفضت الالتزام بذلك، في محاولة لتحصين موقفها السياسي والدبلوماسي أمام المجتمع الدولي. هذا التوضيح يحمل بُعداً استباقياً للرد على أي سردية قد تعتمدها حملة ترامب لاحقاً لتبرير تحول في الموقف الأمريكي.
تطورات الملف الأوكراني الأمريكي في هذه المرحلة تعكس تصاعد التشكيك في جدوى استمرار الدعم طويل الأمد، خصوصاً مع تغير مزاج بعض صناع القرار في واشنطن. كما تؤشر إلى احتمالات دخول الحرب مرحلة تفاوضية مشروطة بآليات ضغط سياسي لا تقل وزناً عن المعارك الميدانية، وتُعيد ترتيب الأولويات الإقليمية والدولية في ظل اقتراب السباق الانتخابي في الولايات المتحدة.