آخر الأخبار

مظاهرات مؤيدة لفلسطين في جامعة ييل احتجاجًا على زيارة بن غفير تعيد تسليط الضوء على الانقسام الأمريكي تجاه إسرائيل.للمزيد..

مظاهرات مؤيدة لفلسطين في جامعة ييل احتجاجًا على زيارة بن غفير تعيد تسليط الضوء على الانقسام الأمريكي تجاه إسرائيل.للمزيد..

 

شهدت جامعة ييل الأمريكية ليلة الثلاثاء واحدة من أبرز الاحتجاجات الطلابية هذا العام، حيث تجمع مئات من النشطاء المؤيدين لفلسطين في ساحة "باينيكي" بوسط الحرم الجامعي، رفضًا لزيارة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الذي وُصف بأنه أحد رموز اليمين المتطرف في إسرائيل. التظاهرة، التي لم تكن تحت مظلة أي تنظيم طلابي رسمي، جاءت ردًا على خطاب مرتقب لبن غفير في جمعية يهودية تدعى "شابتاي"، تُعرف بتنظيمها لقاءات مع شخصيات مثيرة للجدل، في إطار ما تسميه "الحوار المفتوح".

الاحتجاج لم يكن منعزلًا عن السياق السياسي المتوتر الذي يحيط بإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وعلاقتها الوثيقة بالحكومة الإسرائيلية اليمينية. فزيارة بن غفير، الذي يواجه انتقادات دولية بسبب مواقفه المتشددة ضد الفلسطينيين وسجله القضائي المرتبط بالتحريض والعنصرية، تزامنت مع تصاعد الغضب بين الطلاب الأمريكيين حيال سياسات واشنطن الخارجية، لا سيما تجاه الحرب الجارية في غزة والدعم العسكري غير المشروط لإسرائيل. شعارات مثل "فلسطين ستكون حرة" و"الشعب الموحد لن يُهزم" لخصت المزاج الطلابي الغاضب تجاه ما يرونه تواطؤًا أمريكيًا مع الاحتلال.

السلطات الجامعية حاولت احتواء الموقف بتطبيق سياسات صارمة لمنع التصعيد، حيث قدم المسؤولون تحذيرات رسمية للطلاب، ووزعوا عليهم رموز QR تحتوي على تعليمات تتعلق بالتجمع السلمي، وسط تهديدات باتخاذ إجراءات تأديبية. إلا أن هذا لم يمنع الدعوات إلى مواصلة الاحتجاجات، مع ظهور حسابات على مواقع التواصل تدعو لتظاهرات جديدة الأربعاء، ما ينبئ بأن هذه القضية لن تكون مجرد حادثة عابرة، بل بداية لحركة طلابية متنامية قد تُحرج إدارات الجامعات وتضغط على صناع القرار في واشنطن.

زيارة بن غفير الأولى للولايات المتحدة، والتي جاءت بعد انسحابه ثم عودته لحكومة نتنياهو بسبب خلافات بشأن صفقة تبادل الأسرى، تكشف عن رغبة إسرائيل في توسيع دائرة خطابها اليميني إلى الجمهور الأمريكي، حتى في معاقل ليبرالية مثل جامعة ييل. إلا أن الاحتجاجات العارمة تسلط الضوء على الشرخ العميق داخل المجتمع الأمريكي، لا سيما بين الجيل الشاب، تجاه السياسات الإسرائيلية، وعلى التحول المتزايد في الخطاب العام نحو محاسبة حلفاء واشنطن على انتهاكات حقوق الإنسان.