آخر الأخبار

غزة أمام مأزق مزدوج: سرقات تطال المساعدات الغذائية وتراكم النفايات يهدد بكارثة بيئية وصحية.للمزيد..

غزة أمام مأزق مزدوج: سرقات تطال المساعدات الغذائية وتراكم النفايات يهدد بكارثة بيئية وصحية.للمزيد..

 

في تطور يسلّط الضوء على تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في مدينة غزة، أفادت مصادر محلية بأن لصوصاً أقدموا على السطو على مواد تموينية مخزّنة في فندق "المشتل" غرب المدينة، وهي مخصصة لمطابخ مجتمعية يشرف عليها رجل الأعمال بشار المصري، وتُستخدم لتحضير آلاف الوجبات اليومية للأسر المحتاجة. الحادثة تمثل صفعة جديدة لمحاولات الإغاثة، وتعكس هشاشة الحماية للمبادرات الإنسانية وسط غياب واضح للرقابة والضبط.

السطو، الذي استهدف سلسلة الإمداد الغذائي لمشروع يُعدّ من أبرز الجهود المجتمعية لدعم السكان المحاصرين، يفضح الانفلات الأمني المتزايد، ويثير القلق بشأن قدرة المبادرات المحلية على مواصلة دورها في ظل الفوضى. في الوقت ذاته، تتراكم أكثر من 260 ألف طن من النفايات في مكبات وشوارع المدينة، ما ينذر بكارثة بيئية وصحية على نطاق واسع، خصوصاً مع انهيار البنية التحتية وتعطل أنظمة جمع النفايات بفعل الحرب المستمرة.

أزمة النفايات ليست مجرد خطر بيئي بل تهديد مباشر لحياة المدنيين، إذ يترافق انتشارها مع تصاعد احتمال تفشي الأمراض والأوبئة، خاصة مع شح المياه النظيفة ونقص الرعاية الصحية. هذه الحالة تُعقّد مهمة الوكالات الإنسانية وتضعها أمام معضلة مزدوجة: كيف يمكن تأمين الغذاء والحفاظ على الصحة في بيئة لم تعد صالحة للحياة؟

ما يجري في غزة اليوم يكشف أن آثار العدوان ليست فقط في القصف والدمار، بل تتغلغل في تفاصيل الحياة اليومية للمواطنين من خلال انهيار أنظمة الدعم الأساسية. وبين الفقر، والمرض، والسرقة، والفوضى، تتحول المدينة إلى ساحة صراع من نوع آخر: صراع البقاء وسط الأنقاض.