تواصل أسعار الذهب تعزيز مكاسبها في ظل تراجع مؤشر الدولار الأمريكي، لتصل إلى مستويات تاريخية فوق 3330 دولارًا للأونصة. يأتي هذا الارتفاع مدفوعًا بالضبابية التي تحيط بالاقتصاد العالمي بعد تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، التي أكدت على حالة عدم اليقين الاقتصادي الناتجة عن زيادة الرسوم الجمركية. تصريحات باول أثرت بشكل كبير على أسواق الأسهم، حيث عمقت مؤشرات الأسهم الأمريكية خسائرها، فهبط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.38% بينما تراجع مؤشر ناسداك 100 بنسبة 3.39%.
باول صرح خلال حديثه أنه لا نية لدى الاحتياطي الفيدرالي في التدخل إذا انهارت أسواق الأسهم، مما أثار مزيدًا من القلق في الأسواق المالية. وأضاف أن الزيادة الكبيرة في الرسوم الجمركية التي فاقمت التوقعات ستؤدي إلى ارتفاع مؤقت في معدلات التضخم، مما يجعل من الصعب التنبؤ بتأثيراتها المستقبلية. ورغم هذه الضبابية، أشار إلى أن الاحتياطي الفيدرالي يحتاج مزيدًا من الوقت لمراقبة الوضع بشكل دقيق قبل اتخاذ أي قرارات حاسمة.
الاقتصاد الأمريكي يواجه تحديات إضافية نتيجة لعدم استقرار الأسواق، حيث أشار باول إلى أن الاستقرار في سوق العمل لا يمكن تحقيقه دون استقرار الأسعار، وهو ما يتأثر بشكل مباشر بزيادة الرسوم الجمركية. كما أوضح أن الحكومة الأمريكية تحت إدارة جديدة تقوم بتنفيذ العديد من الإجراءات الاقتصادية التي يصعب التنبؤ بتأثيراتها على الأهداف الاقتصادية، ما يزيد من حجم المخاطر المستقبلية. ومع تصاعد هذه المخاوف، شهدت الأسواق انخفاضًا حادًا في ثقة الأعمال والأسر، مما يزيد من حالة عدم اليقين التي تؤثر على مجمل الاقتصاد الأمريكي.