آخر الأخبار

ألمانيا تستبعد روسيا وبيلاروس من مراسم ذكرى الحرب العالمية الثانية بسبب مخاوف من استغلال المناسبة في الدعاية ضد أوكرانيا.للمزيد..

ألمانيا تستبعد روسيا وبيلاروس من مراسم ذكرى الحرب العالمية الثانية بسبب مخاوف من استغلال المناسبة في الدعاية ضد أوكرانيا.للمزيد..

 

أعلنت الحكومة الألمانية أن مراسم إحياء الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، التي ستُعقد في البوندستاغ في 8 مايو، ستُقام دون دعوة سفيري روسيا وبيلاروس. هذا القرار جاء بناءً على تقييم رسمي بأن حضور ممثلي موسكو ومينسك قد يفتح المجال لاستغلال رمزية المناسبة لإطلاق رسائل دعائية تخدم الحرب الروسية الجارية ضد أوكرانيا. وتماشياً مع هذا التوجه، أصدرت وزارة الخارجية الألمانية توجيهات للهيئات الرسمية بعدم إدراج أي ممثلين عن البلدين في قائمة المدعوين.

الخطوة الألمانية تُعد استمرارية للسياسة الصارمة التي تنتهجها برلين منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، إذ تُعتبر ألمانيا ثاني أكبر داعم عسكري لكييف بعد الولايات المتحدة. ويرى مراقبون أن استبعاد روسيا وبيلاروس يحمل دلالة رمزية على تحوّل جذري في طبيعة العلاقة بين أوروبا وموسكو، حيث لم تعد مسألة التذكير بـ"التحالف ضد النازية" قادرة على تجاوز ما تعتبره ألمانيا "عدواناً حاضراً يتعارض مع جوهر الذكرى".

الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، ورئيسة البرلمان يوريا كلوكنر، سيقودان الحدث الرسمي، الذي سيُخصص للتأكيد على مسؤولية ألمانيا التاريخية عن اندلاع الحرب، وتسليط الضوء على معاناة المدنيين، خاصة النساء، كأحد دروس الماضي. هذا التوجه يعكس محاولة رسمية لإعادة توجيه النقاش بعيداً عن تفسيرات روسيا التاريخية، التي غالباً ما توظف الحرب العالمية الثانية لتبرير أفعالها العسكرية في أوكرانيا.

الجدل تصاعد بعد ظهور السفير الروسي سيرغي نيشايف في فعالية تذكارية بمدينة زيلو، رغم التوصيات الرسمية بعدم دعوته. ورغم أن المنظمين حاولوا فرض صمت تام في الفعالية لتفادي التصريحات السياسية، إلا أن ظهوره أثار انتقادات حادة من أوكرانيا، حيث وصفه السفير الأوكراني بأنه "ممثل لنظام مجرم". وتأتي هذه الأحداث بينما تستعد ألمانيا لتغيير سياسي، حيث سيتولى المحافظ فريدريش ميرتس منصب المستشار، وسط برلمان جديد تُمثل فيه أحزاب مؤيدة لموسكو كتلة معارضة رئيسية، ما يعقّد مشهد السياسة الألمانية في ظل الحرب المستمرة.