مدخل عام: قطر بين الولاء والمناورة
نجحت قطر، رغم صغر مساحتها، في فرض نفسها لاعبًا استراتيجيًا مهمًا في المنطقة، بالاستناد إلى قوتها الاقتصادية (كونها أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم)، ونفوذها الإعلامي (عبر قناة الجزيرة)، ودورها في الوساطات الإقليمية، بالإضافة إلى استضافتها لأكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط، وهي قاعدة العديد.
التحول التاريخي
منذ التسعينات، تحوّلت قطر إلى شريك استراتيجي لواشنطن. اتفاقيات دفاعية، إنشاء قاعدة العديد، ثم إطلاق قناة الجزيرة… كلها أدوات تحوّلت بها الدوحة من "جزيرة صغيرة" إلى لاعب محوري في خريطة النفوذ الأميركي.
دور دبلوماسي مزدوج
في ملفات مثل طالبان، إيران، حماس، وأفغانستان، تظهر قطر كـ"وسيط لا غنى عنه". فهي تملك ما لا تملكه العواصم الأخرى: علاقات مفتوحة مع الجميع، وثقة الطرفين المتخاصمين في وقتٍ واحد.
الغاز: السلاح الصامت
بعد غزو أوكرانيا، تحولت الدوحة إلى منقذ للطاقة الأوروبية. الغاز القطري بات جزءًا من الأمن القومي الغربي، وأداة ضغط لا تقل أهمية عن أي تحالف عسكري.
الدوحة في واشنطن
من الاستثمارات بمراكز الأبحاث، إلى صفقات جماعات الضغط، إلى قناة الجزيرة الإنجليزية… قطر تحجز لنفسها مقعدًا دائمًا في قلب القرار الأميركي، وتتفوّق أحيانًا على منافسيها الخليجيين في لعبة النفوذ.