في تقرير جديد، أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن المساعدات الإنسانية لم تدخل إلى قطاع غزة منذ الثاني من مارس الماضي، وهو ما يُعد أطول انقطاع للمساعدات منذ بداية الحرب الحالية، حيث تجاوزت هذه الفترة ثلاث مرات المدة التي فرضت فيها قيود على الإمدادات في بداية الصراع. هذا الانقطاع الطويل في تدفق المساعدات يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية في القطاع، الذي يعاني من ضغط متزايد جراء القصف المستمر وانعدام الإمدادات الحيوية.
وتسجل الإحصائيات الأممية أيضًا ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد النازحين، حيث تشير التقديرات إلى أن حوالي 420 ألف شخص قد نزحوا مجددًا من منازلهم منذ استئناف القصف الإسرائيلي على القطاع. وبذلك، يكون نحو 69% من القطاع خاضعًا لأوامر تهجير، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في المنطقة. وتؤكد الأونروا أن تزايد أعداد النازحين يتسبب في ضغوط إضافية على المخيمات والتجمعات السكانية، مما يعمق أزمة المياه والغذاء والرعاية الصحية.
إن انعدام وصول الإمدادات الإنسانية إلى غزة في هذه الفترة الحاسمة، بجانب استئناف القصف العنيف، يُثقل كاهل الجهات الإنسانية الدولية ويؤثر بشكل كبير على قدرتها في تلبية احتياجات السكان المتزايدة. المنظمات الإنسانية في غزة تواجه تحديات غير مسبوقة في محاولة لتوفير الأساسيات مثل الغذاء والماء والرعاية الطبية في ظل هذه الظروف القاسية.